رواية طين المقابر – مارتين أوكاين
في هذه الرواية الكل أموات. قد تبدو هذه طريقة غريبة لكتابة رواية، لكن مارتين أوكاين لم يكن بالكاتب المعتاد. كان تقليديا وتجريبيا في الوقت نفسه وكما أراد، والوسيلة التي اختارها كأسلوب من أجل هذه الرواية ناسبت عبقريته من ناحية والمجتمع الذي كان يصوره من ناحية أخرى. فكرة أن الأموات لا يصمتون هي ما تمنح الحياة للرواية.
هذه الرواية عبارة عن تصنت لثرثرة واغتياب وشائعات وتذمر ومعايرة وشكوى ووسوسة حول أهم أمور الحياة، لكن في الأغلب حول أتفهها أيضا، وهما كثيرا ما يكونان نفس الشيء. يبدو الأمر وكأنه في الحياة الأخرى تحت التراب، تستمر نفس الحياة القديمة، غير أنه لا شيء يمكن فعله حيالها غير الكلام.
من الأفضل قراءة هذه الرواية باعتبارها سيمفونية من الأصوات، رغم أن الأصوب وصفها بنشاز من الأصوات. الأمر أقرب إلى تحويل محطات راديو قديم، تسمع الآن هذه، وبعد ذلك تسمع الأخرى. وبمجرد أن تألف الأمر، تنساب القصة بإيقاع مضبوط. لذا كان من الطبيعي أن تتحول الرواية إلى مسرحية إذاعية حققت نجاحا هائلا، كما جرى تقديمها على خشبة المسرح عدة مرات، والأكثر إدهاشا من ذلك أنها تحولت إلى فيلم سينمائي من نوعية الكوميديا السوداء.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب