قريبا
كتاب قصص جد حفصية – مهدي عبد الله
جيء بالمتهمين الثلاثة وعلى الفور أيقنتُ أنهم نفس الأشخاص ويرتدون نفس الملابس. دققتُ في وجوههم، شبّان لا يتعدون الخامسة والعشرين، من نفس الحي الذي أقطن فيه، ملامح البؤس تكسو عيونهم وثيابهم المهملة تكشف حالتهم. هممتُ بالإفصاح عن هويتهم لكن ثمة شيئاً ما أوقفني، شيء غامض كان يدفعني إلى التردد وعدم الإدلاء بالشهادة.
تصورتُ أن خطراً سيتهددني لو أقدمت على ذلك. تخيلت أن الخبر سينتشر وسيقول البعض أني وشيت بهم. سيكرهني أقاربهم وربما يسعون إلى إيذائي وإيذاء أسرتي. شعرتُ بالجبن فتظاهرت بإطالة النظر في شخصياتهم وتعمدتُ الظهور بمظهر المتشكك، وبعد لحظات قلت: ليسوا هم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب