رواية تعب المعادن (عن الألم والهجرة) – مارك شيندلكا
تعب المواد هي الرواية الأولى من نوعها لكاتب تشيكي تعالج مسألة اللجوء إلى أوروبا وتصور اختزال حياة “الأجنبي”إلى مشكلة، قوة عمل، مادة. هؤلاء الأجانب الذين اختُرعوا كأعداء اصطناعيين.
تكمن قوة نص شيندلكا في تصويره للتجارب التي يعيشها اللاجئون من ناحيتها الفيزيائية و الجسدية. حيث تستيقظ الغرائز الأولية في أشخاص الرواية عندما يتهدد الخطر حيواتهم.
يبرع شيندلكا في تصوير حركة كل عضلة وارتعاشة كل طرف وانتفاضة كل عصب، كما يتفنن في تصوير آثار العناصر، من ثلج وريح وجليد وغيوم، وتحولاتها التي تطرأ وتتكرر دون أن تعير اهتمامًا للبشر. تبدو هذه الأجزاء في الرواية وكأن لها بعدًا وجوديًا.
عندما سئل شيندلكا عما يود أن يقول للقارئ العربي أجاب: “إن هذه هي روايتي الخاصة النابعة من تعاطفي مع الناس الهاربين من الموت، وأيضًا من شعوري بالخجل من مواقف بعض الساسة التشيكيين ومن ضمنهم الرئيس التشيكي* من أزمة اللجوء. نحن أنفسنا هربنا للغرب من النظام الشيوعي. نحن لاجئون سابقون، خاصة الكتاب منا والمثقفون، والفنانون ، ونخب المحتمع التشيكي.
ويبدو لي مثيرًا للحزن كيف أمكننا أن ننسى هذا بسرعة، وكيف حولَنا رغد عيشنا الأوروبي إلى لامبالين ومتهكمين خالين من التعاطف الإنساني.”
تعب المعادن هي رواية جسدية، رواية لا تخاطب العقل أو القلب بل الجسد بكل منعكساته العصبية وردات فعله التي دومًا ما تكون أسرع وأكثر صدقًا.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب