رواية موعد مع أخي – يي مون يول
تبدو الرواية، في مقاطع كثيرة، نوعًا من التوثيق لراهن سياسي واقتصادي تعيشه شخصيات الرواية، دون رغبة فعلية في مجاراته أو التعايش معه. ثمة مشاعر خبيئة – غير مرغوبٍ فيها تعتور البناء النفسي للإنسان الممزق بين وطنين هما، في حقيقة الأمر، ينتميان إلى جذور تاريخية واحدة – تظهر بين الحين والآخر وتشكل، كذلك، ملامح العلاقة بين أبناء الكوريتين الجنوبية والشمالية. من الصعب، بطبيعة الحال، قراءة هذه الرواية، بمعزل عن الظروف التاريخية التي كُتِبَت في سياقها، أو بمعزل عن الكاتب نفسه الذي تعلن سيرته الذاتية عن الكثير من نقاط التماس بينه وبين روايته. لكن الأهم هنا ليس الظرف التاريخي، وإنما المُنْتَج الإنساني الذي قذف به هذا الظرف التاريخي إلى السطح.
طاهر البربري
حين تقرأ (يي مون يول) ستجد نفسك تعيش لحظات من الغرابة، ليست تلك الغرابة التي تحملها حكايات شاطئ الكاريبي، وإنما حكايات قادمة من الطرف الآخر من العالم؛ من شبه الجزيرة الكورية؛ حيث تجد الحب والكراهية، وتسمع صليل الفولاذ، بسبب توحش الإمبراطوريات، التي قسمت البلد إلى معسكرين متقاتلين. وتدرك أن الأدب، في هذا الزمن العفن، هو الوحيد القادر على تتويج المحبة على عرش الوجود. ويبرع هذا الروائي الكوري، في تصوير العنف الإمبريالي بلغة مائية شفافة أقوى من الأيديولوجيات الفولاذية الصلدة، وأشد تأثيراً من ترسانات الأسلحة الفتاكة التي تخزنها سلطات البلد المنشطر إلى نصفين: كوريا.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب