رواية امرأة أمسكت في ذات الفعل – هيلانة الشيخ
منذ مدة طويلة أعاني من إحباط ماديٍّ معنويٍّ جنسيٍّ دينيٍّ وأدبي. هذه المدة طويلة كطول المسافات التي توضع بين الكلمة والفاصلة، كطول الحروب التي خلّفت وراءها مقابر جماعية، كطول الشعرة التي في شارب صرصار حقيرٍ غادر مواسير الصرف الصحي إلى ناطحة سحاب ارتفاعها ثلاثمائة وثلاث وثلاثون صفقة.قد يعتبرني البعض أبالغ في وضع حالتي في خانةٍ ضيّقةٍ لا تليق بي لما يبدو ظاهريًا عليّ وعلى عكس ما هو داخلي وفي أعماقي التي تخالف بفطرتها كل ما هو اعتيادي.
عشت طفولةً مشردةً كلاجئة منعوها من عبور الحدود، علقت عاريةً بين الأسلاك الشائكة تحاول اجتياح غبائها بقراءة كتبٍ أكبر من رأسها، وكتابة جمل فلسفية معقدة تشبه العقد التي خلفتها أوجاع بلادها،مارست دور الأم قبل إنجابي لعُمر بعدة سنوات.أنجبت أربعة ذكور ولم أحظَ بطفلةٍ تنعكس على ابتسامتها تجاعيد وجهي الذي يشبه خارطة الحرمان.أسرفت في النوم واللهو والذنب، ولم أحسب الحسبان لسجادةٍ تراكمت عليها أتربة القفر والنسيان.حتى انتفضت، أزلت الجليد المتراكم، فتحت أول أزرارٍ في قميصي، أمسكت دفترًا قديمًا كنت أتقيأ عليه كلما لفحني الفراغ، مزقته قطعًا صغيرة، ألقيت بها في المرحاض وسحبت فوقها الماء لتختفي تمامًا من ذاكرتي بدأت صفحةً جديدة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب