رواية بتلات الدم – نغوغي وا ثيونغو
في وجه قرية تجاهلها المطر والسياسيون، يتراءى وجه كينيا. هذه الأرض التي كانت في الماضي البعيد خصبة ومعطاءة، تقهقرت الآن بفعل الجفاف وتكالب المستعمرين والخونة والجشعين. والآن يجتمع على ترابها المغبرّ أبطال مجهولون، أتى كلٌّ منهم من ماضٍ متجذّر في الفشل والاستغلال والتهميش. ما الذي سيحدث حينما يأخذ هؤلاء الأبطال على عاتقهم مهمة إنقاذ الأرض التي منحتهم الكثير؟ وهل كانوا يعرفون -وهم يمشون إلى قدرهم المحتوم- أن الرحلة من إيلموروغ إلى المدينة لن تجلب إلا مزيدًا من الخراب؟ وأن الخلاص المرجو في النهاية ليس إلا الخراب نفسه الذي حاولوا الهرب منه؟ هي قصة كينيا ما بعد الاستقلال، وقصة المهمّشين الذين فقدوا أجزاء من أنفسهم في محاولة تحريرها، فقط ليعوا بأن للاستعمار أكثر من وجه.
ولد نغوغي وا ثيونغو في ليمورو كينيا، سنة 1938، حصل على تعليمه في ثانوية أليانس، كيكويو، في جامعة ماكيريري وفي جامعة ليدز، نشر ست روايات، كلّها متوفّرة في سلسلة الكاتب الإفريقي (لا تبكِ أيها الطفل/ النهر الفاصل/ حبة قمح/ بتلات الدم/ شيطان على الصليب/ ماتيغاري)، فضلًا عن العديد من المقالات، والمسرحيات والقصص القصيرة، مسرحيته “سأتزوج حين أريد” كتبها ليؤدّيها الفلاحون والعمّال في كينيا، كان لها أثر مدهش عندما عرضت أول مرة سنة 1977، لكن بعد شهر واحد فقط سحبت الحكومة ترخيص المسرحية واعتقل نغوغي في نهاية السنة، لم توجّه له أيّ تهمة، ولم يُحاكَم مطلقًا، ولم يُطلَق سراحه على الرغم من المطالبة الدولية بذلك إلّا بعد مرور سنة، كتب روايته “شيطان على الصليب” وهو في المعتقل. الآن نغوغي يعيش ويعمل في الولايات المتحدة الأمريكية، يكتب ويحاضر، أعماله ذائعة الصيت في جميع أنحاء العالم، وكان لها الأثر البالغ، سواء في داخل البلاد أو خارجها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب