كتاب مودة الغرباء – محمد عبد العزيز الهجين
درستُ التاريخ في الجامعة، وأحببت هذا التخصص، فقد أعانني على أن أرى كيف أصبح العالم على ما هو عليه حالياً، ثم اكتشفت عالم السِّير الذاتية والمذاكرات، وكان بمثابة كسوة جميلة قشيبة فوق جسر الشارع الصارم. رأيت التاريخ في شخصيات أبطاله وقصصهم، فالسير تجعله يتنفس ويصبح حاضراً في الوعي وأكثراً قربا منا. صرت أرى في كل سيرة ذاتية مائدة تدعوني إليها. نعمتُ بصحبة أصحاب السير وكنت أراهم آباء روحيين ويضعون حياتهم بين يدي ويغذونني بتجاربهم وحكمتهم.
هذا الكتاب حصيلة قراءة ست سنوات بدأتها عام 2013، وكنت كلما استهوتني شخصية كتبت عنها وشعرت برغبة عارمة في أن أدل الناس عليها، وأبعث شخصها من جديد. لذلك فهذا أول الغيث، وأتمنى أن استكمل هذا المشروع في كتب أخرى أزور فيها مدينة السير الذاتية والمذكرات، وأتأمل ذلك السؤال المهيب والمحير: كيف يكتب الفرد عن نفسه؟ وكيف يكتب الأخرون عنه؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب