رواية الطليانية – جوزبه كاتوتسيلا
كنتُ أنظر إلى أُمِّي، منحنية على النول، تتظاهر بأنّها لا تسمع، لكنّها كانت تصغي إلى كلِّ شيء، فأُجيب في النهاية «نعم» بصوتٍ خفيض متَّسمةً ببعض الحياء، لأنّ ذلك السؤال كان آتياً من عالمٍ آخَر. تغيير مصيري، وربَّما مصير إيطاليا … لا يحقُّ للمزارعين أن يطرحوا تساؤلاتٍ كتلك.
وعلى الرغم من هذا، كان السؤال يُوقِظ فيَّ شيئاً غامضاً وجبَّاراً، مثل جمرةٍ دفينةٍ توشك على الاضطرام، فأجدني ألتهم تلك الكُتُب كما لو أنّها كُتِبَت من أجلي تحديداً: «الرسائل الأخيرة لياكوبو أورتس» «أضرحة» لأوغو فوسكولو؛ «الخيالات» لجوفانّي بيركيت؛ «أدلكيس» «مارس 1821» لألساندور مانزوني. ثمَّ أحفظ عن ظهر قلبٍ بعضاً من الفقرات والأبيات التي تُظلِّلها المعلِّمة دوناتي بالقلم الرصاص الذي كانت تمسكه بين أصابعها على الدوام:
«قَسَماً لن يتلاطم هذا الموجُ
أبداً بين ضفَّتَيْن لدودَتَيْن،
قَسَماً لن تنهض حدودٌ
بين إيطاليا وإيطاليا، أبداً!»
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب