كتاب الرسائل المفقودة للمدعو آدم حلزون – محمد المطرفي
حين غادر السيد رجب المقهى، متوجهاً إلى مقرِّ عمله، كان قد نبت له تحت بنطاله الأسود ذيلٌ قصيرٌ، أما ما تبقى من أعضاء جسده فظلَّت كما هي، أبعد ما تكون عن ذلك الوصف المرتجل للنادل الأحمق.
يوم عملٍ شاق قضاه بين أكوام الملفات، متردداً بين مكتبه ومرآة الحمام، يتأمل عينيه الجميلتين، وهما تبرزان شيئاً فشيئاً من محجريهما، وتتحولان آخر النهار لخرزتين ناتئتين.
كان تحوله لسحلية أمراً لا مناص منه، ففي اللحظة التي أخذ يُقلِّب فيها كفيه اللزجتين أمام باب منزله، كان كل شيءٍ واضحاً للعيان، ولا مجال لإنكاره.في صباح اليوم التالي، بينما النادل الثرثار يوزع، كعادته، نعوته الخرقاء على الزبائن بكلّ صفاقة، كان السيد رجب في طريقه للتغيب عن العمل للمرة الأولى في حياته، متقوقعاً على سريره يحاول للمرة العاشرة اصطياد ذبابةٍ حذرة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب