رواية وما كفر سليمان – عمرو مرزوق
وعليه الآن أن يكمل تلك الطقوس الملعونة وأن يتزوجها فورًا في المكان النجس الذي أُطلِقت التعاويذ فيه..
وفقًا للعهد الذي قطعه على نفسه إرضاءً لها..
وظن حينئذ أنه هو من نجح في أسرها ولا يعلم أنه أصبح الآن عبدًا بشريًّا مخلصًا لقبيلتها من الأبالسة..
وكيف لا..؟
بعد أن فعل كل ما تريده عائنة ابنه إبليس..
بعد عدة ساعات لمح ظل زوجته وهي جالسة أمام مرآتها وتغني بصوت مبحوح مرعب وهي تحمل لفافة سوداء في يديها كأنها تهدهد طفلًا،
ولكن المرعب أكثر أن الصوت الخارج من تلك اللفافة كان أقرب إلى مواء قط يصارع الموت، وقتها بدأت في تحريك رأسها ورقبتها على كتفها بصورة من المستحيل أن يفعلها شخص طبيعي وإلا انكسرت.
نظرت إليه فجأة، فتظاهر بالنوم، ثم حملت اللفافة مرة أخرى وذهبت إلى جدار غرفة طفلها.
قام خلفها على أطراف أصابعه وقلبه يكاد يتوقف فزعًا مما يجري أمامه، وضعت المرأه اللفافة على الأرض وبدأت في التحدث بلغة غير مفهومة أبدًا، ورويدًا رويدًا بدأ صوتها في الارتفاع، مما جعله يخشى أن يكون صوتها مسموعًا في كل أرجاء الكامب، فقد كان صوتها بالفعل يصم الآذان،
ثم توقفت فجأة ومدت يديها إلى داخل الجدار كأنها تبحث عن شيءٍ ما، وبعد عدة ثوان من البحث عادت يديها ممسكتين بشيءٍ يقطر دمًا، ثم لطخت وجهها، ثم مدت يدها مرة أخرى لتخرج خنجرًا ذهبيَّ اللون لتمسكه، وتفتح اللفافة فإذ به يرى طفلًا لم يتجاوز عامًا، ثم نحرته من رقبته، ثم لفته ووضعته بداخل الجدار مرة أخرى
وبدأت في النحيب هذه المرة ثم بدأت في الارتعاد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب