رواية حكاية بسيطة (سلسلة حكايات المافيا) – ليوناردو شاشا
بِقَدْر بساطة هذه الحكاية بِقَدْر تعقيدها، هي أُحجيَّة صقلِّيَّة بخلفيَّة من المافيا والمخدِّرات، ولكنَّ شاشا يرويها دون أن يكون مضطرَّاً لذِكْرها، وهنا تكمن براعة شاشا.
كلُّ شيء يبدأ باتِّصال هاتفي بقسم الشرطة، ينقل رسالة غامضة، توحي بانتحار أحدهم، ثمَّ، وكما لو أننا نشاهد فيديو سريعاً، يرصد تفتُّح وردة جوري، تبدأ الأحداث بالتسارُع والتوسُّع والتشابُك، وإزاء هذه الكثافة سنكون، جميعاً قُرَّاء وشخصيات الرواية، مَدعوِّين للتحفُّز واليقظة تماماً مثل ما يفعل عريف الدَّرَك في بحثه عن الحقيقة طيلة الوقت. الوقت الذي يتمُّ اختزاله في هذا العمل الروائي الأثير إلى جزء من الثانية. وربَّما هنا تكمن خطورة المراهنة أمام مَنْ يريد أن يُدركَ على نحوٍ دقيق الاحتمالات التي لا تزال قائمة أمام العدالة.
من الرواية:
”هل تسمح لي بسؤال شخصي … قبل أن أتوجّه إليكَ بأسئلة ذات طابع آخر؟ … كنتَ في درس الإنشاء باللغة الإيطالية تمنحني درجة ثلاثة، لأنني كنتُ أنقلُ النصوص عن زملاء آخرين. لكنكَ منحتَني، في إحدى المرّات خمس درجات: لماذا؟”.
”لأنكَ في تلك المرّة نقلتَ عن زميل لكَ أكثر ذكاءً منكَ”.
ضحك القاضي ملء شدقَيْه. ”اللغة الإيطالية: كنتُ ضعيفاً في اللغة الإيطالية، ولكنْ، كما ترى يا بروفيسور، فليس الأمر جوهرياً، ولم يتسبّب ذلك في مشكلة كبيرة: فها أنا هنا وكيل نيابة عامّ …“.
”لا تكمن أهمّيّة اللغة الإيطالية في مجرّد استخدامها في الحديث، بل إنّ التفكير عبر هذه اللغة هو الأساس”، قال البروفيسور ”بإمكانكَ أن تحتلّ مواقع أعلى حتّى بقدرةٍ أقلّ في اللغة الإيطالية”.
كانت الجملة قاسية، جمّدت القاضي لبرهة في مكانه، عبرَ بعدها إلى تحقيق قاسٍ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب