كتاب الجسد والوجود (العتبة المقدسة) – معاذ بني عامر
يشكل هذا الكتاب مقاربة معرفية حول مفهومي (الجسد والوجود) يقوم على فكرة ثنائية الذكورة والأنوثة، والمشاركة الإندماجية، التلاقحية بين الجنسين؛ وهكذا – يقول المؤلف “معاذ بني عامر”: سأعمل على تبيان الدور الرئيسي والملحمي الذي لعب الجسد في الوجود، وباليقين فإني سأستحضر الإنعطافة الكبيرة للجسد بصفته جزءاً من المنظومة الكونية، واحتمالية صيرورته كوناً بحدّ ذاته ساعة ممارسة …، من حيث هي عملية كونية بالدرجة الأولى، وباليقين”. ولهذه الغاية يستعين المؤلف لنصوص ساهمت في بلورة دور الجسد في الوجود ومنحته طابعه الخاص، بما يشكل بتعبير المؤلف “تمايزاً وجودياً إنسانياً زوجياً عن وجود إلهي إفرادي (…) فاحترام الجسد وتابعات هذا الإحترام تتطلب جهداً متواصلاً في مواكبة هذا الجسد تطوراً، من خلال تأويل النص الجسماني بصفته نصاً أنطولوجياً، ومن خلال نقلة نوعية في العيان الممارس … وعدم النظر إليه نظرات محرمة وكأنه قذارة آدمية تستوجب الطهارة والعقاب الدائمين …”.
ما يميز الكتاب أنه يتوجه إلى القارىء بصفته شريك في تأويل النصوص وفي الخطاب يقوم على شراكة ذهنية هي بتعبير المؤلف “المؤنسنة” ويجعلها رافداً لالتقاء الإنسان بأخيه الإنسان أو الرجل بالمرأة. ففي هذا النص الجسدي، سواء ما تموضع منه في الكتاب أو ما يقي طيّ ممارسات إبستمولوجية أخرى، هو بالنسبة للمؤلف “فعل تأويلي جمعي وإن أجترح ذاتوياً، فالجسد مشترك إنساني كبير، والمساهمة في بلورة معالمه – سواء ما تعلق بحدوده الجسمانية أو تجاوز هذه الحدود – عمل إنساني إشتراكي تتفاعل فيه ذوات لا حصر لها”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب