فكر وثقافة وإيديولوجيا

كتاب الرأسمالية والتقدم الاجتماعي – أنطون براندر

في البلدان الأكثر تطوّراً، يُواجِهُ التقدُّمُ الاجتماعيُّ طريقاً مسدوداً. ففي مُواجَهةِ التنامي شبه العامّ للتفاوتات، وفي مُواجَهَةِ ركود الدخل بالنسبة إلى شريحةٍ كبيرة من السكّان، وكذلك في مُواجَهَةِ الأضرار الواضحة للعيان التي تلحق بشكلٍ متزايد بالكوكب الأرضيّ بسبب التطوّر السابق لهذه البلدان، بات ثمّة ضرورةٌ للإقرار بهذا الواقع. إلاّ أنّ إلقاء اللّوم على الرأسماليّة التي كانت في أساس هذا التطوّر سيكون خطأً: إذ تنتفي مسؤوليّتها عن التعثُّر الحاليّ بقدر ما تنتفي تلك المسؤوليّة عن التقدّم المُحرَز في ما مضى. 

في أعقاب الحرب العالَميّة الثانية، شهد السكّانُ الغربيّون تحسُّناً عميقاً في ظروفهم المعيشيّة تَشارَكَ فيه الجميعُ على نطاقٍ واسع، وذلك لأنّهم إثر تاريخٍ طويلٍ وصاخب، نجحوا في السيطرة على القوّة الإنتاجيّة للرأسماليّة. مع ذلك، شكّلت ثمانينيّات القرن الماضي انتصاراً للإيديولوجيّة الّليبراليّة. ففي مُواجَهة العَوْلَمَة والتغيّرات التقنيّة التي برزَت حينها، كان على المُجتمعات الغربيّة أن تُضاعف من جهودها للحفاظ على توازُنٍ في القوى مع الرأسماليّة. لكنّها فضّلت تَرْكَ الأمور على غاربها. بعد أربعين عاماً من الانحراف، هل فات الأوان للإمساك بالمُبادَرة مُجدّداً؟

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى