كتاب المركزية الغربية (إشكالية التكون والتمركز حول الذات) – عبد الله إبراهيم
يهدف هذا الكتاب إلى إظهار تناقضات الفكر المتمركزة حول نفسه وإبراز تعارضاته الداخلية ومصادراته، واختزاله للثقافات الأخرى، وهذا الموضوع يتصل أساساً بواقع الثقافة العربية الحاضرة (ثقافة المطابقة) التي تعكس الحضور المهيمن للثقافة الغربية في معطيات الثقافة العربية.
وهو يقدم نقداً منهجياً للمركزية الغربية، ومفاهيمها، وفروضها وقضاياها للوصول إلى استكشاف طبيعتها الداخلية، وللوقوف على التشكيلات الداخلية لتلك الظاهرة والارتباطات الخفية بين المفاهيم المكونة بظاهرة التمركز.
يخصص المؤلف الباب الأول للبحث في الركائز الفلسفية لنزعة التمركز حول الذات، وأثر فلسفة هيغل على بناء التمركز الغربي إذ يعتقد المؤلف أنه أسهم أكثر مما فعل أي فيلسوف آخر في تعميق صورة التمركز الغربي القائم على أساس التفاوت بين الغرب الأسمى والأرفع عقلياً وثقافياً ودينياً وعرقياً والعالم الآخر الأدنى والأحط في كل ذلك.
ويبحث في الباب الثاني تأصيل التمركز وتجلياته في الفلسفة الإغريقية إذ أن ما مورس بحق الأصول الحقيقية لتلك الفلسفة وبخاصة الموارد الشرقية إضافة إلى الاستراتيجية التي اتبعها منهج الوحدة والاستمرارية في إقصاء المغذيات الطبيعية لتلك الفلسفة إنما يهدف إلى تأكيد السمو والتفوق العقلي للأنا والوضاعة والانحطاط للآخر.
ويشير المؤلف إلى أن ولادة الغرب الحديث اقترنت بظاهرة التأصيل العرقي التي تعتد بوجود طبائع محددة وخاصة تقف وراء الحضارة الغربية الحديثة وهو يرى أن القول بأن الخصوصية العرقية هي التي تقف وراء ظهور الحضارة الغربية الحديثة معناه اختزال العلاقات الاجتماعية المتفاعلة ضمن سياق تاريخى بكل مؤثراته إلى طبع أو جملة طباع ثابتة وأبدية ومتعالية هي التي أظهرت إلى الوجود تلك الحضارة.
وفي الباب الثالث الذي خصص لنقد التمركز الغربي يقف عند نقد دريدا للمركزية الغربية والأسس والركائز العقلية التي أفضت إليها إذ يتمحور نقد دريدا حول فكرتين رئيسيتين وهما التمركز حول العقل وفكرة الحضور. وقد أثبت دريدا أن التراث الفلسفي الغربي ظل مشبعاً بفكرتي (التمركز حول العقل) و(ميتافيزيقا الحضور) وأن مذهب الفلسفة ونظرياتها المختلفة ما هي إلا صيغ من نظام واحد هو نظام التمركز حول هذين المحورين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب